الثلاثاء، 18 مايو 2021

دور الاخصائي الاجتماعي في تدعيم القيم الإيجابية نفوس الطلاب وورد

 دور الاخصائي الاجتماعي

في تدعيم
الايجابيةالقيم 
في
نفوس الطلاب

المقدمة

الطالب في المرحلة الإعدادية يمر بفترة حرجة من مراحل النمو وهي مرحلة المراهقة الإعدادية من سن 13-15 حيث تظهر فيها العديد من المشاكل والميول والاتجاهات والرغبات والشهوات والحاجات فإذا لم يتم فيها توجيههم من قبل الآباء والمعلمين توجيهاً سليماً في ظل إطار شرعي وتربوي مرن بعيداً عن التهاون والتساهل والتخلي عن المبادئ والمثل والقيم وبعيداً عن التصرفات العصبية الرعناء فإن الشباب في هذه المرحلة يضيعون في لجج الفتن ومزالق الرذيلة مما يؤدي بهم إلى الانحطاط والفشل وعدم القدرة على مواجهة متطلبات الحياة.

ومن المسلم به أن المدرسة ليست مؤسسة تعليمية فقط وإنما هي مؤسسة تربوية تعليمية لها وظائفها الاجتماعية الهامة ، ومن الضروري أن يتم التفاعل بينها وبين المجتمع المحلي ، فهي جزء لا يتجزأ من واقع هذا المجتمع تتأثر به وتؤثر فيه وتعد أفراده للحياة وللمساهمة الإيجابية في تنميته وفي البداية لابد لنا أن نحدد مفهوم الاخصائي الاجتماعي في المجال المدرسي

  مفاهيم البحث

الأخصائي الاجتماعي بالمدرسة

يعرف الأخصائي الاجتماعي في المجال المدرسي بأنه" ذلك الشخص الفني والمهني الذي يمارس عمله في المجال المدرسي في ضوء مفهوم الخدمة الاجتماعية ، وعلى أساس فلسفتها ملتزماً بمبادئها ومعاييرها الأخلاقية ، هادفاً إلى مساعدة الطلاب  الذين يتعثرون في تعليمهم ، ومساعدة المدرسة على تحقيق أهدافها التربوية والتعليمية لإعداد أبنائها للمستقبل".

الطالب 
الذي يطلب العلم ويطلق عرفا على الطالب  في مرحلتي ما قبل التعليم الثانوية والعالية ( جامعة ) طلاب وطلبة

المدرسة 

هي مؤسسة تعليمية ذات وظيفة اجتماعية تتحمل العبء الأكبر في التنشئة الاجتماعية السليمة ، وظيفتها إعداد الطالب للنمو الاجتماعي عن طريق تعديل سلوكه واكسابه القيم والاتجاهات والمهارات التي تساعد على التكيف الاجتماعي.

ويعرفها  فريدرك  هاستن "بأنها نظام معقد من السلوك المنظم، الذي يهدف إلى تحقيق جملة من الوظائف في إطار النظام الاجتماعي القائم"

القيم

بأنها مجموعة من المبادئ والقواعد والمثل العليا، التي يؤمن بها الناس، ويتفقون فيما بينهم، ويتخذون منها ميزانا يزنون بها أعمالهم، ويحكمون بها على تصرفاتهم المادية والمعنوية، وكل منا يحكم على عمل من الأعمال بأنه خير أو شر، جميل أو قبيح بناء على القيم والمعايير الموجودة في ذهنه.

ما هي القيم : يعيش الإنسان في هذه الحياة وفق قيمٍ مُعيّنةٍ يُطبّقها أو يَسعى للوصول إليها، كما تُعتَبر القيم نوعٌ من أنواع المُحدّدات أو الغايات، ويُعدّ الوصول إليها نوعاً من أنواع النّجاح، وعلامةً تُؤشّر على حسن سَيْر العمل في مَراحله السّابقة، أو ما يُطلق عليه بالتغذيّة العكسيّة أو الرّاجعة.

  تصنيف القيم

 تصنف القيم حسب المجال الذي تُعنى به إلى عدّة أنواع

 القيم النظريّة

 هي رغبة الفرد بالتعلّم وسعيه نحو اكتشاف المعلومات والبحث عن مصادرها، ويتّصف صاحب القيم النظريّة بقدرته على النّقد والنّظر للأمور بموضوعيّة، ومن الأمثلة على القيم النظريّة الطّموح العلميّ، والتّجريب، والبحث العلميّ، والتّسامح الفكريّ.

القيم الاجتماعيّة

وتظهر من خلال رغبة الإنسان بتقديم العون لمن حوله، وتفاعله الاجتماعيّ مع الوسط المُحيط به، واتّخاذه إدخال السّرور على الآخرين هدفاً بذاته، ومن الأمثلة على هذه القيم العطف، والحنان، والإيثار.

القيم الدينيّة

 تتضّح من خلال اطّلاع الإنسان المُستمرّ على أصل الوجود والكون، والتزامه بتعاليم الدّين، وحرصه على نيل الثّواب والبعد عن العقاب. القيم الاقتصاديّة: تتمثّل في البحث الدّائم عن الإنتاج المُربِح، والاهتمام بالأموال والثّروات، وغالباً ما يَنظر أصحاب هذه القيم للأمور نظرةً ماديّةً قائمةً على حساب مِقدار الرّبح والخسارة، وقد يتعارض هذا النّوع من القيم مع الأنواع الأُخرى.

 القيم الجماليّة

يُعبَّر عنها بالبحث عن الجمال في الأشياء وتقدير الفنّ، ومن أمثلتها التفوّق الفنيّ، وحبّ الفنون، وتقدير الجمال. القيم السياسيّة: تظهر في حبّ القوّة والتحكّم، وفرض القوانين على الأشخاص والأفراد، ومن أمثلتها تقدير السُّلطة، وتحمُّل المسؤوليّة، والميل للقيادة.

 أهميّة القيم

للقيم أهميّةٌ عُظمى في حياة الفرد والمجتمع تُساهم في بنائه تكوينه، ومن أهميّتها:

 بناءُ شخصيّةٍ قويّةٍ ناضجةٍ ومُتماسكةٍ صاحبةِ مبدأ ثابت. اكتساب الفرد القدرة على ضبط النّفس. التّحفيز على العمل وتنفيذ النّشاط بشكل مُتقن. حماية الفرد من الوقوع في الخطأ والانحراف حيث تُشكّل القيم درعاً واقياً. إحساس الفرد بالسّلام الداخليّ. الاستقرار والتّوازن في الحياة الاجتماعيّة. إحساس الفرد بالمسؤوليّة. كسب ثقة النّاس ومَحبَّتِهم. إكساب الفرد القدرة على التّأقلم مع الظّروف برضا وقناعة. تشكيل نمطٍ عامٍّ للمُجتمع وقانون يُراقب تحرُّكاته.

  مصادر القيم

من مصادر القيم ما يأتي

الدّين: من خلال الشّرائع السماويّة التي أنزلها الله تعالى للنّاس، ومن خلال الكتب السّماويّة التي جاءت لهداية البشريّة وتوجيهها لما فيه صلاحها، فما وافق الشّريعة هو صالح وما خالفها فهو فاسد.

العقل: نتيجة قدرته على تحليل الأمور، والنّظر في عواقبها، واستنباط الخير والشّر.

المُجتمع: إذ يعتقد أصحاب هذا الرّأي بأنّ لكل مُجتمع ظروفه وخصوصيّاته وتطلّعاته ومُستقبله الخاصّ به، وبالتّالي فإنّ القيم التي تلُائمه قد لا تُلائم غيره من المُجتمعات.

وظائف القيم في حياة الفرد والمجتمع

   للقيم وظائف عديدة في حياة الفرد والمجتمع يمكن إيجازها كما يلي :

- بالنسبة للفرد 

  تهيئ القيم للفرد خيارات معينة ، فتكون لديه إمكانية الاختيار والاستجابة لموقف معين ، فتلعب دوراً هاماً في بناء شخصيته ، كما أن القيم تعطي الفرد إمكانية أداء ما هو مطلوب منه ، لذلك فهي تجعله أقدر وأصبر على التكيف كذلك فإنها تحقق للفرد الإحساس بالأمان لأنها تقويه على مواجهة ضعف النفس ، ومثال على ذلك بلال بن رباح الذي جعله الإسلام يسخر ممن كانوا يسومونه سوء العذاب ويصدع بالآذان من فوق الكعبة يوم فتح مكة ، والقيم تدفع الفرد لتحسين أفكاره ومعتقداته ، وتساعده على فهم الآخرين من حوله ، وتوسع إطاره المرجعي في فهم علاقاته مع الآخرين ، كما أنها تعمل على إصلاح الفرد اجتماعياً وأخلاقياً ونفسياً وفكرياً وثقافياً ..الخ ، لأن القيم وسيلة علاجية ووقائية للفرد ، كما أنها تعمل على ضبط نزوات الفرد وشهواته ومطامعه ، وكل هذه الوظائف يكمل بعضها بعضاً وصولاً إلى مرحلة الرضا " رضي الله عنهم ورضوا عنه " ، أي رضا الله ورضا النفس .

- بالنسبة للمجتمع

    تحافظ القيم على تماسك المجتمع ، وتساعده على مواجهة التغيرات التي تحدث كما أنها تربط بين أجزاء الثقافة في المجتمع لأنها هي التي تعطي النظم الاجتماعية أساساً عقلياً ، والقيم تحمي المجتمع من الأنانية والدونية الطائشة ، وتزود المجتمع بالصيغة التي يتعامل بها مع المجتمعات الأخرى من حوله ، كما أن القيم تجعل سلوك الجماعة عملاً تبتغي به وجه الله تعالي .

   والوظائف الفردية والمجتمعية تتكامل فيما بينها وتؤدي  إلى ما يلي :-

أ-بناء الذات الإنسانية القادرة على التكيف الإيجابي مع ظروف الحياة لأداء دورها الحضاري المحدد .

ب-إعطاء المجتمع الشكل المميز الذي يميزه عن المجتمعات الأخرى .

دور المدرسة و الأخصائي الاجتماعي في تدعيم القيم الإيجابية

لذلك يجب على المدرسة العناية بتفعيل الأنشطة المدرسية، البرلمان المدرسي و الاتحادات الطلابية وتوجيه الطلاب نحو القيام ببعض الأعمال المهنية لتنمية حب العمل لديهم 

و لابد من زيادة نسبة الإنفاق المخصصة لمجال الخدمة الاجتماعية، فلا سلامة لهذا المجال إلا بالاهتمام به، وزيادة عوامل النجاح فيه، والارتفاع بجودة هذا المجال الخدمي مما يطلبه الأفضلية والتفوق لعلاقته بمستويات التحصيل المدرسي والنجاح فيه فالتفوق في مجال الخدمة الاجتماعية المدرسية لا يخلق نجاحاً مدرسياً ملحوظاً بنسبة عالية. وهذا يوضح بجلاء أهمية الأخصائي الاجتماعي في المجال المدرسي، وأهمية الدور الذي يضطلع به وفقاً لما ذكر من مهام لعل أهمها  :

-المساهمة الفاعلة في صقل قدرات الطالب

-توجيه استجابة الطالب نحو الأفضل

-تهذيب دوافع الطالب ، وشحذ طاقاته، وتنظيم تفاعلاته

- دعم معاييره القيمة المرغوب فيها وغيرها من مهام ذات صلة بمكوّن الشخصية.

دور الأخصائي الاجتماعية في تدعيم القيم الايجابية

إن أهمية دور الأخصائي الاجتماعي في هذه المرحلة الإعدادية هو تنمية شخصية الطالب في باكورة مراهقته وفق ما تتميز به هذه المرحلة من خصائص ، حتى يسهل توجيهه التوجيه السليم بعد إعداده بالشكل الذي يجعله قادراً على النمو من جميع الجوانب الجسمية والنفسية والعقلية والاجتماعية من خلال البرامج والأنشطة التي يخططها الأخصائي الاجتماعية في المدرسة والتي تتيح الفرص لطالب هذه المرحلة ليكتسب الكثير من الخبرات وينمي ما تم اكتشافه من القدرات ويستثمر ما يميل إليه من مهارات وهوايات عن طريق الجماعات التي يكوّنها الأخصائي الاجتماعي ومن هنا تتلخص أدوار الأخصائي الاجتماعي في هذه المرحلة في الجوانب الوقائية والعلاجية والإنمائية :

1- الخدمات الوقائية 

حيث أن الوقاية خير من العلاج فإن الأخصائي الاجتماعي يولي الخدمات الوقائية في هذه المرحلة عناية خاصة عن طريق دراسة الظروف الاجتماعية ومظاهر المشكلات العامة في المدرسة ، والتعاون مع أسرة المدرسة ومع الآباء والأمهات على تناولها بالمساعدات المناسبة وهذه المساعدات يمكن تلخيصها فيما يلي :

أ‌- رعاية الظروف الصحية للطالب ، وتوفير وسائل الوقاية الصحية كما يحتاج إلى إرشاد وتوجيه صحي في النواحي الجنسية .

ب- رعاية ظروفه الانفعالية حيث يحتاج طالب هذه المرحلة إلى تبصيره بانفعالات الشباب في سنه وتحليلها له بما يساعده على استعادة توافقه واستقراره نفسياً .

ج – رعاية ظروفه الاجتماعية برسم سياسية موحدة للتعامل في المدرسة وفي البيت وتبصير الآباء والأمهات بمشكلات ومتابعة الشباب في هذه المرحلة حتى تتفق معاملتهم مع ظروف الأبناء كأطفال كبار يحتاجون إلى الحنان وإلى الإحساس باكتمال النمو مما يجنبهم التمرد في المدرسة والبيت ، والعمل على تمكين الأبناء والبنات من الاشتراك في جماعات واتحادات الطلبة والانضمام للجماعات التي يشعرون بالسعادة من ولائهم وانتماءاتهم إليها ، وبذلك يحسّون بكيانهم الاجتماعي واستقلالهم ثم مساعدتهم على أن يصبحوا أكثر قدرة على فهم أنفسهم وفهم بيئتهم وفهم مشكلاتهم .

د – رعاية ميول وقدرات الطلاب في هذه المرحلة حيث يستعين الأخصائي الاجتماعي بكل الإمكانيات التي تساعد على توجيههم تعليميا ومهنياً بعد أن يكتشف قدراتهم ومهاراتهم ويساعدهم على استثمارها وتنميتها عن طريق المناهج الدراسية من ناحية ، والنشاط المدرسي من ناحية أخرى .

هذه هي أهم الخدمات الوقائية للطلاب في هذه المرحلة ولاشك أن جميع هذه الخدمات تستدعي أن يأخذ القادة في اعتبارهم ، العناية بشخصية الطالب وإشباع حاجاته بمحبتهم له وثقتهم فيه وتقبلهم له.

2 ـ الخدمات العلاجية 

إن طلاب الحلقة الثانية من مرحلة التعليم الأساسي في حاجة إلى خدمات الأخصائي الاجتماعي العلاجية لما يواجهه طلاب هذه المرحلة من العديد من المشكلات الانفعالية كالقلق وفقدان الثقة بالنفس والشعور بالنقص والعدوانية والانطواء ثم المبالغة في المغامرة ، كما أن هناك مشكلات أخرى لطلاب هذه المرحلة تتصل بالتخلف الدراسي الذي يرجع إلى أسباب ترجع إلى بيئة الطالب أو أسباب ترجع إلى ذاته ، إما بسب ضعف مستوي ذكاء الطالب أو لعدم توافق البرامج الدراسية مع قدراته وميوله الخاصة ، وهؤلاء الطلاب لا يستقرون عادة في الجو المدرسي ولذلك يهربون من المدرسة ، هنا فضلا عن المشكلات الأخرى التي يتخلف فيها الطالب عن زملائه اقتصادياً أو اجتماعيا أو صحياً ، وهذا المشكلات وغيرها من مشكلات المراهقة تحتاج إلى أخصائي خدمة الفرد الذي يقدم جهوده العلاجية لمعالجة هذه المشكلات وحلها وقد يحتاج الأخصائي الاجتماعي المدرسي عند علاج هذه المشكلات إلى تعاون المدرسين والإداريين وبعض المؤسسات الخارجية كالعيادة النفسية أو الوحدات الطبية ومؤسسات الضمان الاجتماعي حيث يعتمد عليهم بدرجة كبيرة في نجاح الخطة العلاجية.

3- الخدمات الإنمائية

يهتم الأخصائي الاجتماعي في هذه المرحلة بتقديم الخدمات الإنمائية التي تتناسب مع احتياجات المراهقين عن طريق إشراكهم في الجماعات المدرسية المنظمة الملائمة التي تهيئ لهم التنشئة الاجتماعية الصالحة مع الإفادة من ألوان النشاط التي يمارسونها كوسيلة تساعد على اكتشاف ميولهم وقدراتهم الخاصة ثم استثمارها وتنميتها ، بالإضافة إلى تنمية الاتجاهات الصالحة والقيم الايجابية والدينية عن طريق الأنشطة المختلفة التي يصممها الأخصائي الاجتماعي بصورة مرسومة ومخططة لتحقيق تلك الخدمات الإنمائية التي تهدف في النهاية إلى تنمية شخصياتهم والأخصائي الاجتماعي المدرسي هو القادر على توفير تلك الخدمات العلاجية والوقائية والإنمائية .

القيم الايجابية الإيجابية المراد تنميتها وهي

١ الوفاء: صدِق القول والفعل معاً، والوفاء من القيم الايجابية النادرة وهو من شيم النفوس الشريفة والأخلاق الكريمة.

٢ المساواة: وهو أن يعامل الفرد كل أفراد المجتمع بقسط وعدل دون التفريق بينهم على أساس عنصرية ما، وتقتضي قيمة المساواة العدل والتوازن في التعامل مع الآخرين، وبها تسود داخل المجتمع الألفة والمحبة والترابط، وهي دلالة على رجاحة العقل والتقوى.

٣   التعاون: وهو مساعدة الفرد لأفراد الجماعة لتحقيق الهدف المشترك والغاية من قيامها. وهو من القيم الايجابية التي أمر الله تعالى بها لتحقيق الخير والتقوى والصلاح داخل الجماعة المسلمة .

٤ الأمانة: وهي أن يقوم الفرد بالأعمال الموكلة إليه بمسئولية وعلى أحسن وجه، وبمعنى آخر هو أن يتقن العمل الموكل إليه بكل إخلاص. وهي من الأخلاق الإسلامية والاجتماعية التي تدل على سمو المجتمع وتماسك

بنيانه وبها تشيع بين أفراده الطمأنينة.

٥ قيمة الصدق: وهو مطابقة القول والفعل للحقيقة أو الواقع وهو من القيم الايجابية الإسلامية العظيمة التي حث عليها التشريع الإسلامي، فقد قال صلى الله عليه وسلم :إن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة»

٦ التواضع: خلق حميد، اتصف به الأنبياء والعلماء والصالحون، ويجمع التواضع في ثناياه كثير من القيم كمثل الحلم والعفو والصبر والرحمة والإيثار وغيرها، ويكون بتنازل المرء عن شيء من قدره لغرض نبيل.

٧ الحياء: وهو ترك كل ما هو قبيح من القول والفعل، ويظهر الحياء على تعبيرات وجه صاحبه بانقباض النفس عن السيئ من القول والفعل، ويعتبر الحياء من أقوى القيم الايجابية لتنظيم السلوك الإنساني ودفعه إلى الفضائل.

٨  بر الوالدين :و هو الإحسان إلى الوالدين والرحمة بهما ورعايتهما عند الكبِر والاحترام الكبير لهما والدعاء لهما، وهو من أوجب القيم الايجابية على الفرد لذلك قرنه الله تعالى بعبادته وتوحيده

٩ النظافة: وهي من أسمى القيم الايجابية ولها جانبان، فالأول نظافة المرء في الجسد والثياب والمكان، وأما الثاني فنظافة معنوية وهي سلامة نوايا المرء تجاه الآخرين وصفاء قلبه وصدقه. ويدخل في الجانب الثاني صفاء النفس وطهارتها من الذنوب بالتوبة والرجوع إلى الله سبحانه وتعالى مما يؤثر على النفس بجميل الأخلاق و

فضائلها.

١٠  احترام الآخرين: وهو أن يسلك الإنسان الأصغر سنًا أو مكانة سلوك اً يقوم على تقدير واحترام من هم أكبر منه سنًا أو مكانة ولا يأتي بسلوك يقلل من هؤلاء وهو ما يجب أن تقوم عليه العلاقات الإنسانية داخل المجتمع، وهو من أنبل مكارم الأخلاق ومن القيم الايجابية السامية.

١١  مصاحبة الأخيار: وهو أن يجالس المرء أفراد اً صالحين في دينهم وأخلاقهم حتى يكتسب منهم كل سجية حميدة وقيمة خلقية فاضلة، وهي من القيم الايجابية المهمة لاكتساب فضائل القيم والأخلاق.

12العفو: وهو إسقاط حق ثابت مع القدرة على الانتقام، وهو من مكارم الف عِال، وأصيل الأخلاق، ومن القيم الايجابية التي تجذرت في نفوس العرب وأكد عليها الإسلام، وقد وصف الله سبحانه وتعالى نفسه بأنه عفوُ ،ٌ والعفو من أبنية المبالغة.

١٣  الشجاعة: هو قول الحق أو دفع الشر مع تو قّع الضرر، وهي قيمة خلُقية فاضلة يتصف بها الرجال غالب اً دون النساء، فقل ما تجد امرأة تتصف بها، وهي حالة راسخة في النفس تصدر من القوة الغاضبة الكامنة فيها ويتوسط فعلها بين التهور والجبن وتعتمد على العقل والتدبير والفكر.

١٤  النظام: وهو التزام الفرد باتخاذ سلوك إيجابي يساعد على الترتيب والتنسيق في المواقف التي يمر بها الفرد بحيث يتحقق المطلوب في أقل وقت ممكن وصورة أفضل وأكثر انضباطًا، وكل التشريع الإسلامي قائم على تنظيم حياة الجماعة المسلمة والأفراد لتحقيق العبودية لله تعالى وواضح ذلك في كل جوانب العبادة

وبالأخص الصلوات الخمس والقيام والحج.

١٥  الشورى: وهي عرض الأمر الذي فيه إشكال على من ي تُوَسم فيهم الفكر الحصيف والرأي السديد من ذوي الخبرات والتجارب، وسماع أقوالهم المختلفة للوصول إلى حل مناسب لذلك الإشكال؛ لاتخاذ القرار المناسب.

وتعتبر الشورى من القيم الايجابية الإسلامية والعربية الأصيلة التي اتصف: بها العرب وحث عليها الإسلام.

١٦  العدل: وهو إعطاء كل ذي حق حقه دون نقصان، وهو من القيم الايجابية

الإسلامية التي أمر الله بها المؤمنين.

١٧  تحمل المسئولية : قيام الفرد بما أوكل إليه رعايته والقيام به على أفضل وجه متقبلا نتائج تصرفاته

 ومد رّس اً للجزاء المترتب على ذلك.

وهي من القيم الايجابية المهمة للجيل المسلم التي لابد أن يتربى عليها وهي قوام الأمة والمجتمع للقيام بالرعاية المناطة بكل فرد وجماعة، يقول صلى الله عليه وسلم: كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، فالإمام راعٍ مسئول عن رعيته، والرجل راع في أهل بيته ومسئول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها، والخادم راعٍ في مال سيده ومسئول عن رعيته، وكلكم راع مسئول عن رعيته ٢)، فإدراك المسئولية يرتقي بالمجتمع للفضائل ومكارم الأخلاق.

١٨  الصبر: هو احتمال النفس للمكاره والقيام بالمشاق برضًا ودون تضجر وجزع، وهو من القيم الايجابية التي تقوم عليه الكثير من القيم بل هو عمادها كمثل قيمة الحلم والشجاعة والوفاء والأمانة والعفة والتقوى والكرم وغيرها ولا يمكن تنميتها وتربية النفس عليها إلا بظهور قيمة الصبر لديه، وأثنى الله جل وعلا على من تحلى بها

١٩  الرحمة: هي الرقِّة والعطف على كل كائن حي كان معلومًا أو غير معلوم، وهي من القيم الايجابية الوجدانية التي تثير الشعور بالحب والعطف داخل النفس، وقد وصف الله بها نفسه في فاتحة الكتاب ، وتعُد الرحمة من

الفضائل الإسلامية التي لابد أن يتحلى بها كل فرد مسلم.

وفيما يلي مجموعة من التوصيات العامة لتحقيق انضباط أفضل في مدارسنا

1- الاهتمام بالمدرسة وجعلها قادرة على التعامل بفاعلية مع مشكلات عدم الانضباط، وذلك بتوفير المساندة اللازمة لها من أدلة للمعلمين ومديري المدرسة في كيفية التعامل مع الطلاب والرفع من مستوى مهاراتهم في التأديب وضبط المدرسة وضبط الصف عن طريق برامج تدريبية تصمم لهذا الغرض.

2 - نشر الثقافة المدرسية المشجعة على الانضباط من خلال وسائل الإعلام والمطبوعات وتواصل الوزارة المستمر مع المدارس.

 3- وضع أنظمة وقواعد واضحة للسلوك وطرائق التعامل مع المخالفات السلوكية.

 4- التركيز في إعداد المعلم على بناء مهاراته الاجتماعية مثل مهارات الاتصال وحل المشكلات وكذلك مهاراته القيادية.

 5- الاهتمام بالعملية التعليمية وتطوير مهارات التدريس لدى المعلمين، وزيادة مرونة الخطط الدراسية وتوفير بعض المقررات الاختيارية للطالب.

6- إدخال مفاهيم حديثة في تقويم تحصيل الطالب لا تعتمد فقط على الاختبارات وإنما توظف أساليب متنوعة.

7- تزويد المدرسة ببرامج إرشادية متكاملة يمكن أن تطبقها ويُدرب المرشدون عليها ويركز في تدريبهم كذلك على مهارات الإرشاد الوقائي وأسسه.

 8- الاهتمام ببرامج الأنشطة اللاصفية وإشراك جميع الطلاب منها وبخاصة أولئك الطلاب الأكثر وقوعاً في المخالفات أو الطلاب المعرضون للخطر.

نموذج برنامج نظام مدرسي

          من أهداف هذا البرنامج :-

1-      -ترسيخ روح التعاون بين الطلاب والمعلمين وإدارة المدرسي

2-      ترسيخ مفهوم النظام المدرسي ومفهوم القيادة لدى الطلاب .

3-      - ترسيخ قيم الطاعة والانضباط والمسئولية في نفوس الطلاب .

4-      - تأهيل الطلاب لتولي مناصب قيادية مستقبلا .

5-      إشعار الطلاب بالمجهود الذي يبذله القائمون على التربية والتعليم .

6-      مساهمة الطلاب في حفظ النظام بالمدرسة .

يستهدف بعض الطلاب الذين يمتلكون المقومات المبدئية للقيادة بالمدرسة الأدوار القيادية:

و يقتضي البرنامج إسناد جميع مهام النظام المدرسي للطلاب خلال اليوم الدراسي بدءاً من

1-      متابعة الطلاب أثناء دخولهم المدرسة وتنظيم دخولهم .

2-      الإشراف على انتظام الطلاب في طابور الصباح .

3-      -متابعة التوجه للفصول ومتابعة بداية ونهاية الحصص .

4-      متابعة خروج الطلاب أثناء فترة التنقل بين الحصص .

5-      متابعة خروج الطلاب من المدرسة وانصرافهم.

المستهدفون وطريقة التنفيذ :-

يتم اختيار مجموعة من الطلاب القياديين بالمدرسة وتسند لهم أعمال النظام بالمدرسة حيث يتم تقسيمهم إلى مجموعات على النحو التالي :-

1-      تخصيص طالب لكل فصل حيث يكون مسئول عن انتظام طلاب الفصل في الاصطفاف الصباحي وخلال الاصطفاف بالفسحة

2-      تخصيص طالب لمتابعة المتأخرين وتسجيلهم بالسجل المخصص

3-      - توزيع طلاب في ممرات المدرسة لمتابعة انصراف الطلاب بانتظام والتأكد من دخول الطلاب بالفصول ووقوف المدرس في كل فصل .

4-      يتم وضع بطاقات على صدور طلاب النظام وقد كتب عليها اسم الطالب.

على جانب البرنامج :-يلاحظ تفاعل الطلاب مع البرنامج وحرص الجميع على المشاركة في قيادة النظام علما أن المجال مفتوح وفق شروط معينة وبتم الاستفادة من البرنامج في حفظ النظام بالمدرسة حيث أن أي طالب يسجل عليه مخالفة من قبل طلاب النظام يتم حرمان فصله من التمتع بالرياضة خلال حصص الانتظار مما جعل الجميع يحرص على التقيد بالنظام حتى لا يلام من قبل زملائه بالفصل عند حرمانهم .

ان النظام المدرسي منظومة متكاملة مع القيادة المدرسية وهيئة التدريس  والطلاب

وفقنا الله لما فيه خير لوطننا ولصالح لأبنائنا الطلاب قيادات الغد

 نتائج  وتوصيات:

1-لفت الانتباه إلى أهمية تضمين المناهج والكتب الدراسية للقيم الإيجابية التى أشارت إليها الدراسة, واهتمام أعضاء هيئات التدريس بالجامعات بالعمل على تنميتها0

2-زيادة المقررات التى تناقش القيم فى الجامعة, والعمل على تطبيق المنهج المتكامل فى المواد الدراسية الذى يساعد على ترسيخ القيم بشكل مباشر وغير مباشر0

3-ضرورة العمل على التصدى للقيم السلبية السائدة فى محيط الطلاب, والعمل على تغييرها أو تعديلها ,خوفاً من سيطرتها على سلوك وتصرفات الطلاب0

4-العمل على صياغة خطط تربوية تقوم على أساس علمى ، يكون هدفها هو تنمية القيم الإيجابية التى أشارت لها هذه الدراسة، وتتمثل هذه الخطة فى:

-تحديد  الأهداف المطلوب تحقيقها لهذه الخطة التى تعمل على تنمية هذه القيم0

-تحديد المحتوى الملائم الذى يحقق هذه الأهداف0

-إعداد برامج ملائمة لطلاب الجامعة تعمل على غرس هذه القيم وتنميتها 0

-تجهيز وتدريب السادة أعضاء هيئة التدريس من جميع أقسام الكلية بحيث يكونون قادرين على القيام بتلك المهمة وإنجازها، وذلك من خلال دورات تدريبية0

-وضع خطط مستمرة على مدى الأسبوع والشهر والسنة، بحيث تحدد فيها القيم المطلوب تعليمها للطلاب وأماكن وأزمنة تعليمها0

-استخدام بل واستحداث طرق حديثة لتعلم القيم بشكل فعال0

-ضرورة القيام بدراسات مستمرة للواقع للتعرف بشكل مستمر على النسق القيمى السائد فى المجتمع، حتى يكون أساساً تبنى عليه الخطط والبرامج المناسبة لتنمية القيم0

  

الخاتمة

 

ومما لاشك فيه أن الأخصائي الاجتماعي يلعب دورا هاما في تقديم العون والمساعدة لطلاب المرحلة الإعدادية وذلك بهدف زيادة الثقة بالنفس لديهم وتحسين تقدير الذات وتعديل الاستجابات السلوكية السلبية التي تؤدي بهم إلى هزيمة الذات وتزويدهم بالمهارات الاجتماعية حتي يمكنهم من تدعيم القيم الإيجابية و السلوكية الإيجابية و مواجهة المشكلات و الصعوبات ومساعدة هؤلاء الطلاب على التعامل بشكل إيجابي مع زملاء الفصل وتكوين صداقات معهم.
خلصت الدراسة في إلى مجموعة من النتائج وهي:

١ إن خصائص النمو في فترة المراهقة لجميع الجوانب تؤثر في تنمية القيم الايجابية لدى طالب المرحلة الإعدادية.

٢ تشكل القيم الإيجابية شخصية الطالب الصالحة إذا ما غرست غرس اً سليما .

٣ إن للمؤسسات التربوية من الأسرة والمدرسة وغيرها دور اً كبير اً في غرس القيم الإيجابية.

٤ إ ن تنو عّ الأساليب التربوية المستخدمة في غرس القيم الإيجابية يساعد في غرسها بشكل جيدّ في نفوس الناشئة.

 

  

المراجع

 

عبد الرحيم الرفاعى بكرة : القيم الأخلاقية لدى طلبة وطالبات جامعة طنطا، رسالة دكتوراه، كلية التربية، جامعة طنطا، 1985م0

-شحاته صيام : "الشباب والهوية الثقافية، إعادة التشكيل الثقافى – دراسة ميدانية للثقافة الغربية لعينة من الشباب فى المجتمع المصرى"، مجلة تربية الأزهر، ع108، 2002، ص 279 0

-مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية : التقرير العربى الاستراتيجى، 1999، مركز الأهرام، القاهرة، 2000، ص ص 320-321 0- بوابة المناهج الدراسية المصرية

 

 

ـ زهران ، حامد عبد السلام ، 1408هـ / 1988م ، التوجيه والإرشاد النفسي ، ط6 ، عالم الكتب ، القاهرة

 

-عفيفي عبدالخالق محمد ، الخدمة الاجتماعية في المجال المدرسي ، المكتبة العصرية ، الطبعة الأولى 2007 ، مصر

-عطية محمد الصالح، تنمية القيم الايجابية لدى طلاب مرحلة التعليم الأساسي العليا من وجهة نظر معلمي )

. التربية الإسلامية في المملكة الأردنية الهاشمية

-المجلس القومي للتعليم والبحث العمي والتكنولوجيا (1993) " تأصيل القيم الدينية في نفوس الطلاب " دراسات تربوية . المجلد (8) ، الجزء (55)    ص ص : 214-232 .

-محمد ، عبد الراضي إبراهيم . (1989) " موقع القيم من بعض فلسفات التربية "

     دراسات تربوية . المجلد ج/16  

-تحديد مفهوم القيم"، مركز الدراسات والأبحاث في القيم .

-مفهوم القيم "، مركز الدراسات والبحوث الإنسانية الاجتماعية بجدة.

-علي بن سعد مطر الحربي (2010)، "أهمية دور معلمي العلوم الطبيعية في تنمية القيم العلمية"، جامعة أم القرى.

https://informations2100.blogspot.com/2021/05/blog-post_18.html 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

دعاء المظلوم

دعاء المظلوم حسبي الله ونعم الوكيل في كل شخص ظلمني، اللهم لا حول لي ولا قوة إلا بك، التجأت إليك وفوضت أمري إليك، خذ حقي منهم في الدنيا والآخ...